(الرجع والصدى -قراءة  في  جهود د.حاتم الصكر في تتبّع قصيدة النثر)-د.سعد التميمي

الصورة الخارجية: د.سعد التميمي

(الرجع والصدى -قراءة  في  جهود د.حاتم الصكر في تتبع قصيدة النثر) : عنوان الدراسة القيّمة  التي نشرها الدكتور سعد التميمي في العدد الرابع -كانون الأول ، ديسمبر 2024من  مجلة الأقلام الخاص بقصيدة النثر العراقية والعربية.شكراً  جزيلاً للدكتور سعد لهذا الاستقصاء  الصبور والدقة المنهجية و الاستنتاج النقدي.

يمكن قراءة الدراسة بالضغط على الرابط أدناه:

الرجع والصدى د.سعد التميمي

 

 

الرجع والصدى قراءة في جهود د. حاتم الصكر

في تتبع قصيدة النثر

 

د. سعد التميمي

  

  على الرغم من أنّ جهود الناقد د. حاتم الصكر توزّعت بين السرد والتشكيل ونقد النقد إلا أن نقد الشعر احتل المساحة الأكبر، وهو الذي بدأ مشواره الإبداعي بالشعر؛ إذ أصدر ديوانه الأول (مرافئ المدن البعيدة) عام 1974، والثاني (طرقات بين الطفولة والبحر) عام 1980قبل أن يصدر كتابه النقدي الأول (الأصابع في موقد الشعر) عام 1986، مما جعله يمتلك معرفة كبيرة بأسرار الشعر وتقنياته، فضلًا عن رغبته في البقاء قريبًا من الشعر الذي يمثل دائرة اهتمامه الرئيسة في النقد، وقد صرح بذلك أكثر من مرة. وباسترجاع منجزه النقدي الذي امتد لأربعة عقود وقارب العشرين كتابًا أغنت المكتبة العربية كان محورها الأساس نقد الشعر فضلًا عن الفن والنظريات الشعرية والأدبية التي لا يمكن أن يستغني عنها دارس الشعرية العربية، وعندما أقدم جماعة مجلة شعر على خطوة التحديث الكامل في قصيدة النثر والتخلص من كامل القيود، كان الصكر من المتحمسين لها من خلال عدد من المقالات والدراسات التي تحولت فيما بعد إلى كتب مهمة وثقت ظهور قصيدة النثر ومرجعياتها وأبرز كتّابها والتحديات التي واجهتها وقد بدأها بكتاب (قصيدة النثر في اليمن: أجيال وأصوات:2003)، ثم (حلم الفراشة: الإيقاع الداخلي والخصائص النصّية في قصيدة النثر:2004)، ثم (الثمرة: المحرمة مقدمات نظرية وتطبيقات في قراءة قصيدة النثر: 201) وأخير (إيكاروس في مواجهة الشمس دراسة في ميتا شعر قصيدة النثر العراقية2024)، الذي سيتبعه الجزء الثاني في قصيدة النثر العربية.                         

إنّ المزاوجة بين التنظير والتطبيق كانت السمة البارزة في جهود الصكر لرصد التحولات الأسلوبية والموضوعية في الحداثة الشعرية التي انطلقت في العراق بعد الحرب العالمية الثانية في قصيدة التفعيلة وصولًا إلى قصيدة النثر، إذ كان من الداعمين للتحولات الكبيرة في التجاوب مع الحداثة في معطياتها المعبرة عن الواقع، ولم يخف الصكر تبنيه قصيدة النثر بوصفها تعبيرًا فاعلًا للواقع المعاصر بكل تعقيداته وتناقضاته، فهو يصرح القارئ بانحيازه لحداثة قصيدة النثر، ويراهن على جدوى مغامرة كتابتها رغم ما يعترض مشروعها التحديثي من أزمات ذاتية، لأنها استراتيجية نصية تنبني على صلة الشاعر بالعالم، ورؤياه للحياة وموقفه من المجتمع والمؤسسات المنظمة لحياته، والأيديولوجيات السائدة وقضايا الحرية التي تؤطر الحياة وتشكُّل مفرداتها(1).، فلم يكتف بكتابتها بل التبشير بها ودراستها والرد على من يرفضها ويبعدها عن دائرة الشعر، وكان ذلك في مطلع الثمانينات في عدد من المقالات التي سرعان تحولت إلى كتب تعبر عن موقف ثابت لا رجعة فيه، إذ تمثل قصيدة النثر عنده مرحلة جديدة في تطور القصيدة العربية وتحوُّل مهم في الشعرية العربية استطاع أن يسجِّل حضورًا كبيرًا، فجاءت جهوده النقدية لتركز على أهم القضايا التي تدفع الشبهات وتفصل في أهم مقوماتها فضلًا عن تأكيده صعوبة تلقيها وعدم تجاوب النقد معها في مراحلها الأولى، وقد وقف عند راهن قصيدة النثر ومستقبلها من دون أن ينسى التنبيه عما يكتب باسمها من نصوص ضعيفة تفتقد إلى جوهر الشعر الذي تقوم عليه قصيدة النثر.

قصيدة النثر مرحلة جديدة في تطور الشعرية العربية:  

يؤكد الصكر الارتباط الوثيق بين قصيدة النثر والحداثة التي بشَّرت بأفكار ورؤى دفعت الشعراء إلى البحث عن شكل جديد للقصيدة يتحرر فيها الشاعر من كل أشكال القيود؛ فالحداثة بحسب رولان بارت تعد انفجارًا معرفيًا لا يستطيع الإنسان المعاصر السيطرة عليه فإنها تفجر الطاقات الكامنة، وتحرِّر شهوات الإبداع في الثورة المعرفية مولِّدة في سرعة مذهلة، وكثافة مدهشة أفكارًا جديدة، وأشكالا غير مألوفة، وتكوينات غريبة، وأقنعة عجيبة، فينبهر بها بعض الناس، ويقف بعضهم الآخر خائفًا منها، هذا الطوفان المعرفي يولِّد خصوبة لا مثيل لها، فهي زلزلة حضارية عنيفة، وانقلاب ثقافي شامل، يشكِّك بالحضارة ويرفض المعتقدات الموروثة، ومن هنا جاءت قصيدة النثر لتترجم هذه المعطيات. وإذا كانت سوزان برنار قد حددتها بقطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية موحدة مضغوطة كقطعة بلور(2)، فإن أدونيس يرى أنها شعر خاص يستعمل النثر لغايات شعرية خالصة ولها هيكل وتنظيم وقوانين ليست خفية بل عميقة عضوية كما في نوع فني آخر فهي نوع متميز قائم بذاته (3). ويشير انسي الحاج في مقدمة ديوانه (لن) إلى أنّ أصحاب هذا المشروع لا يرغبون في الخروج من قوالب للدخول في قوالب أخرى بل يريدون أن يجعلوا من قصيدة النثر قصيدة المستقبل التي لا تلتزم بقيد أو تحديدات محنطة، وهي انتفاضة نقلت الشعر إلى فضاء أرحب على صعيد التكنيك والفحوى في آن واحد(4). أما الصكر فإنه يربطها بالحداثة فهي الانتقالة الملموسة باتجاه ملامح الشعرية الحديثة، فضلًا عن أنها الخطوة الثانية في مجال بناء الشعرية العربية المعاصرة بقيامها على شرط التحديث الشامل بعد قصيدة التفعيلة الذي يقوم على التحديث التدريجي على التقليد المعروف(5)، لذا فهي القصيدة المستوفية بشكل كامل لشروط الحداثة.   

وقد حاول الصكر في تأصيله لقصيدة النثر استعادة الارهاصات الأولى التي مهَّدت لقصيدة النثر متمثِّلة بالريحاني وروفائيل بطي في الشعر المنثور وحسين مردان في النثر المركز مبيِّنًا طبيعة صداها في التجارب المكتملة فيما بعد(6). ولا يشترط الصكر أن تكون هناك مرجعية محدَّدة لقصيدة النثر فمن حاول أن يجد لها أصولًا عربية في النثر الصوفي المتمثل بطواسين الحلاج ومواقف ومخاطبات النفري ونثر التوحيدي وابن عربي، ومن ربطها بالغرب من خلال ترجمة التجارب (الفرانكفونية والأنكلوسكسونية) في كتابة قصيدة النثر متمثلة برامبو وبودلير ووالت ويتمان وجاك برفير وغيرهم، إذ انتقد الصكر الفريقين بحجة أن التجارب المبدعة في قصيدة النثر لا يعيبها عدم وجود أصل عربي لها، كما أن نقل تجارب الأجنبية دون معرفة السياق الذي أنتجها لا يحقق نصوصًا ذات إبداع عالٍ، كما أنه حذّر من ادعياء كتابتها الذين الحقوا بها ضررًا على مستوى التلقي(7).   

إنّ قصيدة النثر كما يراها الصكر ذات سمات مميزة في رؤيتها للعالم ورؤية شعرائها لذواتهم ولعالمهم وجودياً ومعرفياً، وإنها استطاعت أن تقدم نفسها كأكثر أشكال التجديد الشعري التصاقاً بقيم الحداثة، من خلال طرح وتفكيك السرديات الكبرى ونبذ الأيديولوجيا، وكونية التجربة الوجودية للذات والانفلات من مدار القيود الزمانية والمكانية أي كونية القصيدة وعالميتها. أما بنية قصيدة النثر بحسب الصكر فهي شعر بنثر ونثر بشعر، فلم يضرًّها التناقض الذي يقوم عليها المصطلح؛ لأن متنها أيضًا يقوم على المزاوجة بين النثر والشعر؛ لكن أي نثر؟ إنه النثر الذي يقوم في جوهره على مقومات الشعر لتظل تتأرجح بين شعر ونثر، وهذا ما يحيل إليه عنوان كتابه (حلم الفراشة) الذي خصصه لمقدمات نظرية وتطبيقات في قراءة قصيدة النثر، إذ يستعير الصكر الأسطورة الصينية التي تحكي قصة امرأة حلمت أنها فراشًة وعندما استيقظت لم تعد تعرف هل هي فراشة حلمت بأنها امرأة، أم أنها امرأة حلمت بأنها فراشة؟ لتفسير حقيقة قصيدة النثر الواقع الذي تقوم عليه، فهل هي نثر صار شعرًا، أم شعر صار نثرًا؟(8). وتتسع دائرة متابعة الصكر لقصيدة النثر فلا تقتصر على العراقية بل العربية، فخلال تواجده في تسعينات القرن الماضي في اليمن تابع الحداثة الشعرية وبشكل خاص قصيدة النثر اليمنية، وقدَّم دراسة مهمة عنها وقف فيها عند أهم ملامحها وسماتها فضلًا عن أهم شعرائها في كتاب مهم عنوانه بـ(قصيدة النثر في اليمن: أجيال، وأصوات)، فكان رائدًا في التعريف بقصيدة النثر اليمنية وتقديمها للمتلقي العربي، خصص حيزاً لتناول مجموعة من الشعراء اليمنيين وتحليل نصوصهم ببيان أهم خصائص قصيدة النثر اليمنية لأجيال متعدِّدة مثل محمد حسين هيثم، وعبدالودود سيف، وعبدالكريم الرازحي، وشوقي شفيق، وآخرين(9).                                            

راهن قصيدة النثر ومستقبلها بين النقد والتلقي:  

منذ أن ظهرت قصيدة النثر على الساحة الشعرية العربية كانت بنيتها مستفزَّة للمتلقي الذي ينطلق من ذاكرة اعتادت على نمط خاص للقصيدة لا يمكن فيه الجمع بين الشعر والنثر، وهذا ما يشكِّل إشكالية رافقت قصيدة النثر حتى في حاضنتها الفرنسية بحسب ما طرحه الصكر في المباحث التنظيرية التي تعرض فيها لبنية قصيدة النثر وما تمتلكه من خصائص ومزايا، إذ تناول في كتاب “الثمرة المُحرّمة” العناصر البنائية لقصيدة النثر، فضلًا عن بعض الخصائص الموضوعية والفنية المرتبطة بهذه العناصر، معضِّدًا الدراسة النظرية بأخرى إجرائية لعدد من القصائد لشعراء الجيل الثاني للقصيدة، من دون أن يغفل بعض تجارب الشعراء الشباب الذين قدموا تجارب اختلفت عما كان سائدًا بعد التحولات التي طرأت على قصيدة النثر، بعد بروز مؤثرات جديدة قرَّبتها من جوهر الحداثة وحضور خصائص فنية بشكل فاعل في القصيدة، مثل التكثيف والسرد والاهتمام بالدلالة وتوظيف الزمان والمكان بشكل مختلف من دون أن يغفل طبيعة الإيقاع الذي يقوم على مرتكزات غير تلك التي قيَّدت قصيدة الشطرين أو التفعيلة، المتمثلة بالموسيقى الخارجية والقافية فضلا عن لغة قصيدة النثر، التي تقوم على الإيحاء والترميز في الغالب. ويأتي العنوان “الثمرة المحرمة” الذي يقوم على استعارة شعرية؛ إذ استعار الثمرة المحرمة لقصيدة النثر لتعكس رسالة أراد الصكر إيصالها للمتلقي، وهي أن قصيدة النثر ثمرة شجرة الحداثة الشعرية التي أراد المتمسكون بالتقاليد الثابتة تحريم تناول ثمارها، ويؤكد الصكر أنّ ذلك التحريم لم يستمرَّ فقد عادت لتكون شكلًا مقبولًا يعكس وواقع القصيدة ومستقبلها.                                                                                        

ومما يقدِّمه الصكر أيضًا جدلية التلقي وقصيدة النثر، إذ يشير إلى إشكالية تلقيها في أفق ما زال تحت مرمى الوعي بالقصيدة القديمة، فلم تتهيأ ذهنية المتلقي وآليات القراءة وإجراءاتها لديه مع الشكل الجديد على مستوى الإيقاع والبناء، لما امتلكته القصيدة القديمة من كثافة إيقاعية متشابكة مع البنية اللغوية والتصويرية ممثلًا بقصيدة التفعيلة، وإذا ما تحققت ظروف التلقي المناسبة والإعداد والتأهيل المطلوب للقارئ فستجد قصيدة النثر مناخاً مناسباً للتواصل والتفاعل مع نصوصها وخطابها. ويعتقد الصكر أن قصيدة النثر لن تجد القبول المطلوب في سياق القراءة التماثلية التي تحتكم إلى الثوابت التي قامت قصيدة النثر أصلاً، ويضاف إلى ذلك أن قصيدة النثر هي قصيدة دلالية مقروءة وليست مسموعة، أي كتابية وليس شفاهية، ومساحة التأويل فيها أوسع إذ يعطي النص المكتوب أفقا أوسع للنص. وهو ينتصر لفكرة الكتابة المجردة التي تصنع أفقًا لا متناهيًا عند متلقي النص المكتوب. وقصيدة النثر أكثر صلاحية للقراءة من سواها؛ ففيها نتعهَّد أنا الشاعر وأنا النص، والأنا الشعرية أو أنا العالم الخارجي والأشياء وعلى مستوى آخر تندرج إيحاءات النص وتفسيرات القارئ التأويلية، أنها قصيدة لا تعلن عن نفسها بل تترك للقارئ حرية اكتشاف منطقها الداخلي وإيقاعها وإيماءاتها(10)، فهي مشروع فردي غير مقنَّن ووجوده يتجلى داخل القصيدة  ويمكن تلمَّسه في الأبنية الدلالية في النص وإيقاع الفكرة والصورة والمضمون فضلًا عن تقنيات الكتابة الشعرية(11).

   ولما كانت قصيدة النثر ليست مجرد تغيير في الشكل والرؤية فإن أهميتها تكمن في تجديد دم الجسد الشعري في عصر يفور في طبقات الوعي بحسب الصكر، فإن ثمة تساهلا وضعفا كبيرين في نماذج قصيدة النثر المعاصرة التي يغلب عليها لغة هشة وتمثيلات غنائية أو تراكيب صادمة تلصيقاً وادعاءً، فضلًا عن فقر لغوي وركاكة وأخطاء تسبب نسف الأسس الفنية للقصيدة. 

تقصي وعي قصيدة النثر بذاتها:                                                                 

       لما كانت قصيدة النثر تقوم على التجريب فهي منفتحة على مقترحات متعددة تختلف من نص الى آخر، وقد تثير حوارًا داخليًا حول عملية الخلق والتشكيل والبناء، وفي كتابه الأخير (إيكاروس محدقًا في شمس القصيدة: الميتا شعري في نماذج من قصيدة النثر العراقية) يستقري الصكر الميتاشعري في قصية النثر العراقية، ويقدم ذلك في أربعة محاور:

 تناول في المحورالأول تعريف القصيدة وماهيتها متوقفًا عند قصائد لأكثر من عشرين شاعرًا توزعت معالجتهم بين الإشارة والتأمل والتعمق في عالم القصيدة كما هو الحال في قصيدة صلاح فائق(12): 

أريد الوصول إلى قصيدة داخل القصيدة

التي أكتبها الآن

سأنتظر مثل صياد قديم…..

لأستدرجها إلى أرضي

أكتشف الطريق إليها  

فالشاعر يستحضر القصيدة شكلًا ومضمونًا ويتأملها مما يعكس وعيه بما يكتبه وينتظر ولادتها ليرها في محيطه، ومن الشعراء سركون بولص الذي يعده من أكثر الشعراء العراقيين تعويلًا على استيعاب قصيدة النثر لحركية اللحظة الشعرية وحرية الاسترسال الصوري والسردي.

وفي المحور الثاني(القصيدة في مقام التلقي)  يطرح الصكر الأسئلة: لمن يكتب الشاعر؟ ،ماذا يريد من قصيدته؟ ماذا تريد منه؟ ما يريدان من القاريء ؟ما جدوى القراءة ، وهي أسئلة حاضرة في معينة حديث القصيدة داخل النص فقد يعترف الشاعر بأنه لا يملك ما يريده القاريء ويقف عند قصائد لصلاح فائق وووسام هاشم وعلاوي كاظم كشيش وآخرين (13).

 وفي المحور الثالث (فضاء الكتابة)  يوضح الصكر كيف تتسع القصيدة لموقف الكتابة والإجابة عن أسئلتها المقلقة، ماذا نكتب؟ ولمن نكتب؟ وكيف نكتب؟ أسئلة تعترض الوعي بالكتابة وتدفع الشاعر للتأمل ثم التساؤل عن جدوى الكتابة وكيفية فهمها؟ لتأتي إجابات متعددة تعكس رؤى وقناعات متعددة،تعكس موقف الشاعر من الكتابة والتأمل طولًا في جدواها لتبقى الكتابة لغزاً لمقاربتها ما هو وجودي ومصيري في موقف الإنسان من العالم،  وقد احتار الصكرقصائد أدت دور نقد النقد للتعرف على المكتوب وفهم عملية الكتابة ومن أهم الشعراء الذين وقف عند قصائدهم صلاح فائق وسركون بولص وطالب عبد العزيز وعدنان محسن وعدنان الصائغ ووسام هشم  وعبد الرزاق الربيعي ومحمد تركي النصار ووفليحة حسن (14) .

 أما في المحور الرابع ( التعاليم والوصايا) فإن الصكر يرى أن الشاعر يتخذ من الموقف الإيكاروسي أسلوبًا ليقدم شروطًا لكتابة القصيدة من دون تواضع، فحضور القصيدة أقرب إلى المقدس الذي يتطلب التقديس ليتخذ الشاعر صوت المعلم والناصح للآخرين متوقفًا عند قصائد لفاضل العزاوي وعبد العظيم فنجان وطالب عزيز وخزعل الماجدي وأديب كمال الدين  وكريم جيخور وعلاوي كاظم كشيشوعباس السلامي(15) . 

 

 

هوامش: 

(1) ينظر: الثمرة المحرمة، مقدمات نظرية وتطبيقات في قراءة قصيدة النثر، حاتم الصكر، شبكة أطياف الثقافية،الرباط،ط1، 2019، ص12. 

(2) ينظر: قصيدة النثر من بودلير حتى عصرنا الراهن، سوزان برنار، تر: زهير مجيد مغامس، دار المأمون، بغداد،ط1،1993، ص166.   

(3) ينظر: في قصيدة النثر، مجلة شعر، بيروت، ع14، 1960،ص87. 

(4) ينظر: لن، انسي الحاج، المؤسسة الجامعية – بيروت، ط2، 1982،ص3-7 . 

(5) ينظر: الثمرة المحرمة ، ص 36 

(6) ينظر: قصيدة النثر والاحتمالات المؤجلة، حاتم الصكر، مجلة الأديب المعاصر،بغدا،العدد41،1990،ص108

(7) ينظر: الثمرة المحرمة ، حاتم الصكر ، ص 13 -15 

(8) ينظر: حلم الفراشة، حاتم الصكر، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،مصر، ط3 ،2020 ص67 

(9) ينظر: قصيدة النثر في اليمن أجيال وأصوات، حاتم الصكر، مركز الدراسات والبحوث اليمني، :2003 .24 

(10) ما لا  تؤديه الصفة، حاتم الصكر، ط،1 دار الكتاب، بيروت، لبنان، 1993م: .32-33 

(11) ينظر: حلم الفراشة، حاتم الصكر،ص82 

(12) ينظر: إيكاروس محدقًا في شمس القصيدة: الميتا شعري في نماذج من قصيدة النثر العراقية،منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب ،العراق ،2024،ص45-89 

(13) ينظر: المصدر نفسه ،ص 106-120

(14) ينظر: المصدر نفسه ،ص129 -152

(15) ينظر: المصدر نفسه ،ص 181-212                                                                       

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*