قصيدة شمس البلاغة للشاعرة السورية ريما آلكلزلي

قصيدة الشاعرة السورية  ريما آلكلزلي التي قرأتها مع دراستها التي ساهمتْ فيها مع جمع من الباحثين والباحثات ، ضمن ندوة منصة زينب كحل الفردوس حول كتابي الشعري( ربما كان سواي في الدواوين الأربعة) -يوم 25/5/2024

‫ شمس البلاغة

يا سَيّدَ الكلماتِ
لم يعُدْ يُرهقُنا انتظارٌ
ولن يُخيفَ أحدًا بعد الآن
اغترابٌ
فكلّما مَدَدتُ الرُّوحَ انْكَمَشَتْ
وكُلَّمَا حاصرتُها تَمَزَّقَ المَعْنَى للفضول؟
ما السرُّ في الغاباتِ؟
وكيف تختمرُ ثمارُ الشجَنِ في ليلِ النّاياتِ؟
يا سيّدَ المعاني ..لا ينتابُني
لا ينتابُني.. لكنّه يُقَدِّمُ العَدَمَ الرَّصينَ بِجَسَدِ الأنينِ
لأعْرفَ
إنّ أقْسَى المَصيرِ هو الحنينُ.
ما الرّوحُ؟
إنْ لمْ تكُن شهقةَ فَرَاغٍٍ
أو قاموسًا  مُقَدَّسًا؟
يا سَيّدَ العبراتِ والأنّاتِ
لا فَرْقَ.. لا فَرقَ.. بَيْنَ تَعَصّبِ عُشْبَةٍ
وبَيْنَ سِلْمٍ مُدَنَّسٍ
هل تَخْمُلُ القلُوبُ مِنْ صَقيعِ سَلامِنا !
ما هذه البقعةُ المحصّنةُ بالهشاشةِ؟
 أوَطنٌ أم شهيدٌ؟
أشاهدٌ أم وقودٌ؟
ما الرّوحُ إنْ لم تكُن جوهرًا
و ركامَ ذكْرى!؟
يارفيقَ الحُزنِ المبجّلِ
مَا الصّبرُ حينَما يتقلّدُهُ وطنٌ
بحُرقةٍ تبكيهِ قبلَ الموتِ
نتلو لهُ الصّلواتِ
تحتَ أيّ فراغٍ ستختبئُ غاباتُ الزّيتونِ
إذا ما نامَ السّلام في سرير العدم..؟
و حَرفي الغريبُ كلَحنِ “بْلوزَ” في فمِ أغنيةٍ شرقيّةٍ
بدا ‏خرِسًا كالطّينِ الأصَمِّ ..
يا سَيِّدَالبلاغةِ
الأحبّةُ ليسوا من الأحياءِ شيئاً
الأحبَّةُ ليسوا من الأمواتِ شيئاً
الأحبّةُ منعطفاتٌ في الحياةِ.
وكُلُّ ما فينا شآمٌ
لا ينتابُني..
بردى فَخُّ العَاشقينَ مَصْيَدَةٌ …
خِدَاعٌ
لسرايا كلماتٍ -غَارِبَةٍ أوْ شَارِقَةٍ- قِلاعٌ لِقلُوبِ عُشَّاقٍ ضَيَاعٌ
يا سَليلَ النّورِ
إيّاكَ وتَصَفُّحَ دفاترِ المِلْحِ العّصِيِّ
التَّاريخُ هو الجَحيمُ
فلا صَوْتَ الطَّيْنِ الخَالِدِ خَالِدٌ
ولا انْدِثَارَ حُرُوفِنَا بَاقٍ يَدُومُ
فالتَّاريخُ دَمٌ، طَاعُونٌ، جَحِيمٌ.
هذهِ الأمداءُ مَلْأَى بِالنُّصُوصِ
مَلْأَى بِالقِتَالِ .. مَلْأَى بِالسَّلَامِ
لا نَزْفَ نَجْمٍ يهدِّئ غَيْبَنا
ولا صَوْتَ الغُرَابِ دليلٌ إلى السَّكِينةِ
فالشّامُ خَمِيرَةُ غَيْمَةٍ
بغدادُ بَابٌ لِمُخْتَصَرِ الحضاراتِ
ونحن ورثةُ سُومرَ حتّى كنعانَ الأخيرةِ
ليس لنا ذنْبٌ في قتلِ رمشٍ من شعيرٍ.
يا حارسَ جراحاتِنا الكليمةِ
إنّ الغروبَ مقصلةُ الوحيدينَ
والصّباحُ ابتسامةُ كادحٍ
واللّيلُ سدومُ
عَداكَ ياشمسَ الكلامِ
فالتّايخُ لا شيءَ دون بابلَ
هاكَ أصغِ
-يا سيِّدَ الطّينِ الكليمِ- لوحاتِ آدمَ في الدّماءِ:
منجّمٌ من كلدو الأخيرةِ طافَ روما
ثمّ عادَ:
((نخيلًا سُقْرَاطيًّا
لا يَعْرُفُ شَيْئاً سِوَى العراقِ
وهذا هو الكمالُ))
وأنتَ تشمُّ المنفى بتوبيخِ صفصافةٍ
تحلمُ في صغارِ الزّقاق، ترسُمُ ظلَّهم الصّغيرَ
تختصرُ الملهاةَ في الشفاهِ
تختصرُ المأساةَ في الجباهِ
يا سيّدَ الحشُودِ، علامَ السّؤالُ؟
لا يُنقِصُ العدمَ التّمامُ، لا يُنقِصُ الأبديّةَ الوجودُ،
يا خليلَ الملحِ لا القبرُ صدقٌ.. لا
ولا الغيابُ
كُلُّ ما فينا عدمٌ،
كُلُّ ما فينا خلودٌ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*