.
هنا أنقل كلمتي في تقديم هذه الطبعة الجامعة للدواوين :
الدواوين الأربعة: الماضي الشعري وحاضر قراءته
كان عليَّ أن أتردد قليلاً حتى أتبع نداءات القصيدة ،وهي في أجنّة وعيي،وبكورة لغتي، وطفولة رؤيتي . واحتملاتها المتجسدة في تقويم إحساسي وتفاصيل أيامه.. إحساسي بها، قبل مفارقتها إلى سواحلها التي تنتهي عنده موجاتها.فلا يظل لنا سوى قراءتها: بما تضم من فضاء شعري تخبو فيه نجومها أحياناً، أو تتكاثف فوقها سُحب الشعر، فتحجبها، أو يغرقها فائض من مطرها، وما يختبئ في أعماقها من رؤى ، وما يطفو فوقها من زَبد أحياناً.
لكنها – أعني ما تضم الدواوين الأربعة- من أشعار وقصائد، أفرّق بينهما عامداً-
تجدُ لها مكاناً الآن، وأنا أعيد حسابات حياتي وإرثها الشحيح ، وجراحها الوفيرة.ليس من الادعاء الزعم بأن الشعر بشغبه ،أحد جناياتها .والقصيدة بقلقها من بعد، إحدى ملاذاتها. ويكرّس هذا التصور ما عشت من زمن الكتابة النقدية وسورت نفسي بقناعات نظرية ولاحقت يقينها وأوهامها في نصوص سكنت مخيلتي .
بهذا التردد بين قوسين لا ينغلقان، وبينهما يتأرجح الوعي والشعور والإدراك ، كان آخريَ الشعري ، ينظر في صفحات، ليست مدونات بل أجسام في مجرة بعيدة ،كأنما في مشهد لا يعنيه، ولم يعش تفاصيله الحارقة.
ذلك التردد لم يكن مجدياً إزاء إصرار الأستاذة الدكتورة رائدة العامري، وهي تحثني مراسلة ً،على أن أتيح للقراءة ولأغراض الدراسىة الجامعية مع طلبتها،كل ّما أصدرت شعرياً، في أزمان وأمكنة بعيدة و متباعدة، بل تولت متابعة نشره وأشرفت عليه، وربما استقصت فيه بعض اهتمامات جيلي، و تنويعات موضوعاته، و نوعاً من أسلوب كتابته.
فلها أزجي شكري وامتناني، وأملي بأن يكون في طيّات هذا المنشور ما يستجيب لهاجس القراءة، قراءة تضع في إطار فعلها : السياق الزمني، والمؤثرات الجيلية، واهتمامات المر حلة التي كتب فيها أحد، ربما سواي، هذه الكلمات.
حاتم الصكَر
26-7-2022