قصيدة النثر في العراق: المرجعيات الفاعلة والهيمنة الموضوعية

رسم البورتريت الفنان الأستاذ عاصم فرمان
مدخل نظري
1- الهوية
تنتقل قصيدة النثر بهذا المقترح(نحو قصيدة نثر عراقية ) من السؤال والبحث عن جذور لها في التراث لتأصيلها، إلى البحث (عن هوية) ترسخ ملامحها وتضعها في سيرورة التراث الشعري العراقي ، في خطه التصاعدي من القصيدة التقليدية، فالشعر المنثور ، والشعر الحر.(1)
لقد عني رواد كتابة قصيدة النثر بامرين:
– الأول؛ بلبلة تسميتها ومصطلحها الملتبس جامعا النثر بالشعر، موهما بنثريتها الخالصة قسيما للشعر، ما أغرى مناوئيها ورافضيها بنقضها، وأغرى المتحمسين من كتّابها بالنظر إلى شعريتها وكأنها ند للشعر؛ فصار كل منثور قصيدة نثر .
والثاني ؛ يتصل برسّها وامتدادها عن جذر عربي؛ وكأنها بشر لا بد له من سلالة في مجتمع قبلي لا يرضى به هجينا أو لقيطا، فراح أدونيس – كمثال – ينقّب في التراث الصوفي  خاصة ؛ليفيد من تجلياته وفيوضه ما يربط قصيدة النثر بتداعياته، وذلك ما حصل في تأصيل تجربة الشعر الحر حيث ذهب السياب ونازك ونقاد التجربة التجديدية الأوائل للبحث عن ممهدات أو مناخات ونصوص توحي بأنها أصل او منبع للشعر الحر، كالموشحات والبند والشعر المهجري .
لقد أغفلت المماحكات بين الرفض والقبول ماهية قصيدة النثر ومقترحها الكتابي ،وما في التجارب العالمية التي جاءت منها .  وكذلك قصور النقد المرافق لقصيدة النثر عن سك قوانين واصفة أو رؤى لشعريتها.ويعضد هذا الغياب النقدي المتأني والفاحص والمقترب من النصوص تجاهل الدراسات الأكاديمية والمناهج المدرسية  والمجلات العلمية لقصيدة النثر ودراسة مرتكزاتها النصية، أو فحص نصوصها ونتاج شعرائها من الدواوين..كما يسهم النقد المضاد لقصيدة النثر في استغلال غياب نقدها النصي والنظري ليشيع مقولات خاطئة عنها، كأن تصف شاعرة وباحثة  كنازك الملائكة مجلة (شعر) بأنها تصدر( بلغة عربية وروح أوربية).(2)
لكن ما نحن بصدده اليوم يتجاهل ذلك الجدل حول التسمية والشرعية، ويتقدم لتأمل هوية قصيدة النثر ومدى انتمائها للتاريخ الشعري لوطن كتّابها.ذلك لا يعني العزلة فالشعر المكتوب تحت لافتة الحداثة لا يحتكم إلى جغرافية تحد القصيدة بل يتطلع لتثاقف جوهري يتأثر ويغذي نسغ قصيدته.لكن ذلك لا يسلب القصيدة محليتها بمعنى نهلها من تقاليد شعرية تنتجها السيرورة الشعرية من جهة وتفرضها السياقات المحيطة بالكتابة الشعرية. من جهة أخرى .ولاأظن أن أحدا يتجاهل خصوصية الحالة العراقية  القائمة منذ عقود وما تفرزه من ألم ومعاناة تتيح الحديث عن هوية خاصة بالقصيدة العراقية.
وهذا هو مغزى البحث عن هوية لقصيدة النثر في العراق.(3)
2- النص والمؤثرات الفاعلة
تعرضت نصوص قصيدة النثر لتبدلات هامة لا يلاحظها رافضو شرعيتها نوعا شعريا حداثيا .  فقد كانت لدى روادها العراقيين من جيل الستينيات متأثرة بشعراء مجلة بشعر بتياريها: الماغوطي المتمثل بالشعر ( الحر) كما يحدده جبرا إبراهيم جبرا. وقصيدة النثر الفرنسية المرجع كما في أشعار أنسي الحاج وأدونيس .وبقليل من المؤثر الإنجلوسكسوني ممثلا بتجارب يوسف الخال الذي ذهب سريعا إلى المؤثر الديني وما في الكتاب المقدس من أسلوب وأفكار في المقام الأول. وقد استجاب لذلك المؤثرشعراء جماعة كركوك خاصة( سركون بولص وفاضل العزاوي  وصلاح فائق وجان دمو ومؤيد الراوي ويوسف سعيد ) إضافة لشعراء بغداد (عبدالرحمن طهمازي وعمران القيسي وحسين عجة ) وسواهم. وقد كانت التمثلات الشائعة تقوم على التمركز النصي في اللغة، والبنى الصادمة  مضمونيا وصياغيا في المقام الأول، ولعل أبرز المؤثرات الفاعلة في أسلوبيتها المعاصرة والتي تنآى بها عن بداياتها  تلك ما يمكن تلخيصه بالآتي:
– تبدل المرجعيات والمؤثرات ، فقد ظهرت أسماء ذات أثر في التجارب الشعرية المعاصرة، إضافة إلى الجيل الريادي في كتابة قصيدة النثر، سيظهر شعر وديع سعادة  وسركون بولص عربيا وأشعار لوتريامون وإيف بونفوا من الغربيين،كأمثلة وليس للحصر.وهذا التبدل يمثل تطويراً لمصادر التجربة الشعرية تبتعد عن مؤثرات الجيل الأول الذي تحددت مصادره بالشعراء المعروفين في بداية كتابة قصيدة النثر الفرنسية وبعض شعراء الشعر الحر من الغربيين ؛كوالت ويتمان.إضافة إلى تغير المراجع والمصادر النقدية النظرية والمترجمة خاصة.لقد كان كتاب سوزان برنار (قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا)  المكتوب كأطروحة جامعيةعام 1959هو المرجع المترجم الوحيد .كانت أفكار برنار مجتزأة بترجمات سريعة وانتقائية في مجلة شعر.ثم صدرت ترجمته الكاملة في العراق عام 1993-بترجمة الدكتور زهير مغامس-  بعد أن نشر فصولا منه في كتيبات ومقالات قبل ذلك بأعوام ،وتلتها ترجمة أخرى بعد سنوات في مصر للشاعر رفعت سلام، وكان لظهور الترجمة العربية أثر واضح سواء في الكتابة الشعرية ذاتها, أو في الخطاب النقدي حولها. وفيما كانت قصيدة النثر تشب عن طوق بداياتها, وتنتشر كتابتها, فإن التنظير لها ظل – عربياً – ينطلق من ردود الأفعال غالباً, ولا يتغذى بمبررات فنية أو جمالية, وخضع – أي الخطاب النظري في جانبه النقدي – لإكراهات كثيرة, شغلته عن الإيغال في وضع قواعد ونظم, أو التعرف على شعريات وكيفيات كتابة وتلقٍ ممكنة, فيما اقتصر الجانب التطبيقي على حدود النصوص كأفراد في ذلك النوع المقلق والغريب.
فغابت دراسات الايقاع المعمقة, ولم تفحص الأبنية النصية ومستوياتها الدلالية,
ولم تترجم بعد اطروحة بيرنار دراسات غربية مكرسة لهذا النوع, عدا بعض الفصول في كتب لجان كوهين ورومان جاكوبسون وريفاتيروتودوروف, لكن السنوات الأخيرة شهدت ترجمة كتب حديثة حول قصيدة النثر حري بنا معاينتها كون الغرب هو الحاضنة الني جاءت منها إلينا قصيدة النثر رغم محاولات تأصيلها وربطها بالتراث الصوفي الإشراقي العربي والإسلامي. ومن أهم هذه الترجمات كتاب ميشيل ساندرا “قراءة في قصيدة النثر” لمترجم بيرنار نفسه (الدكتور زهير مغامس)(4) الذي أشار في مقدمة مقتضبة الى أن الكتاب من منشورات دينو باريس عام 1995, وأن الطابع التطبيقي والتحليلي للكتاب كان أحد مبررات حماسته لترجمته.
وظهرت مؤخرا ترجمة قام بها الشاعرالمصري محمد عيد ابراهيم  لكتاب (مقدمة لقصيدة النثر-أنماط ونماذج) المنشور عام  2009 (5)وهو ذو أهمية في التعريف بأنماط قصيدة النثر وأسلوب كتابتها  من وجهة نظر الكتاب  الغربيين ، معززا بنماذج كثيرة لكل نمط تمكن محررا الكتاب( بريان كليمنس وجيمي دونام) من استقرائه عبر معاينة نصوص لشعراء من بلدان عدة. وننوه هنا بجهد الشاعر والمترجم العراقي عبدالقادر الجنابي في سلسلة كتاب قصيدة النثر وبخاصة (الانطولوجيا البيانية )الصادرة عام 2010 التي ضمت مختارات من نصوص نقدية وشعرية حول قصيدة النثر والكتابة الجديدة من وجهات نظر مختلفة بصدد الكتابة الجديدة وما أسماه المترجم في العنوان(حدّ الشعر وتعريفه)(6) وكذلك في ما ترجمه على صفحات إيلاف-الإلكترونية من جديد الدراسات والنصوص .وكتابه (ديوانٌ إلى الأبد- قصيدة النثر أنطولوجيا عالمية)(7) ويصدّره بمقدمة نظرية لتعريف قصيدة النثر، وتليه مختارات نصية لشعراء من بلدان عدة.
– تداخل تجارب الأجيال وانتهاء القطيعة الجيلية التي وسمت الروح الكفاحية لجيل الستينيات العراقي خاصة ومفارقة منجز الأجيال السابقة عليه. في التجربة المعاصرة لقصيدة النثر العراقية تتآخى الأجيال ولا تتعارض عدائيا أو ينسخ بعضها تجربة الآخر .لذا سنجد تتابعا جيليا تتآزر أصواته لخلق مناخات قصيدة النثر المتنوعة بدءا ممن تبقى من الستينيين الذين يعدون روادا منافحين بصبر وجرأة عن النوع الجديد،  وشعراء المنجز السبعيني الذين يُشهد لهم أنهم كرسوا تجربة قصيدة النثر وسرعوا زخم كتابتها وقراءتها أيضا، حتى الأصوات الجديدة التي انصرفت لتطوير الشكل الشعري، ولم تنشغل بما حول النصوص من هوامش خارج نصية ومماحكات جيلية أو فنية، رغم انغمارها في مجريات الأحداث في العراق وانعكاس ذلك بحدة على الملفوظ الشعري.ويمكن تلخيصا القول بأن الصراع الجيلي توقف ليحل مصطلح (ومفهوم ) أجيال الشعر بديلا لأجيال الشعراء(8).وهو ما يستدعي بيانا مفصلا في وقفة نقدية لاحقة .لكننا هنا نؤكد توجه كتاب قصيدة النثر في العراق لتجييل الشعر ذاته وانقسامه لتقليدي وتحديثي يكتبه شعراء من أجيال عدة ،
– انتهاء دعاوى التقابل العدائي بين تجربة شعراء الداخل والخارج.وزجّ
الأنواع  الأدبية والشعر خاصة في تفاصيلها.وقد ظل في ذاكرة القارئ والكاتب العراقي ذلك التقسيم بين شعراء يكتبون من داخل الوطن المسيج بالدكتاتورية والقمع الفكري الذي يطال أحيانا الكتابة الشعرية ذاتها كنوع أو أسلوب وتخوين قصيدة النثروكتابها ما جعلهم بنظر بعض شعراء العراق في المنافي والمهاجر كتابا مدجنين أو خانعين وانهم لا ينجزون مشروعا تحديثيا حقيقيا.، وبين شعراء الخارج المتمتعين بالحرية الكافية لتضمين قصائدهم رؤاهم وأفكارهم، ما يجعل بعض زملائهم في الداخل يتهمونهم بالابتعاد عن أجواء الكتابة الوطنية والترفع عن معاناة الداخل. ولكن الكتابة المعاصرة تجاوزت ذلك الانقسام الذي كانت له دوافع سياسية ظرفية أكثر مما هي فنية أو جمالية.ويسهم اليوم مختلف الشعراء في المنافي والمهاجر وفي الوطن في ترسيخ مشروع الحداثة عبر تفاعل واضح في الملتقيات والنشر والحوار، فضلا عن اقتسام الهم التحديثي الشكلي بجانب التعبير عن معاناة مشتركة ، ترينا النصوص أنها القاسم المشترك بين شعراء الوطن والمغتربات.
– تعميق وجود السرد في القصيدة:
لا يكفي الحديث نظريا عن زوال الحدود بين الأجناس والأنواع الادبية بل يتوجب تعضيد ذلك بأفراد النصوص وتراكمها لتعميق النوع الأدبي،والإفادة من مزايا الانصهار النصي،والاقتراض من الفنون المجاورة على مستوى اللغة والصورة والإيقاع والتراكيب والدلالة.
تقدم قصيدة النثر في العراق أمثلة ونماذج عديدة للإفادة من السرد الذي احتل موقع البؤرة النصية, أوالمهيمنة سواء في فنيتها ككتابة, أو في جمالياتها, كتلقٍ وآستقبال…
وهذا الانتقال بالغنائية الإيقاعية إلى النثر السردي المنطلق من بؤرة شعرية سوف يتكرس بنصوص متميزة في سرديتها وتخلصها من تشنجات أو توترات الشعر الموروثة بناء على استجابات للروح المشهدية أي وقوف الشاعر مخاطبا في مشهد شعري يصله بمتلقيه عبر استعادة النبرة الغنائية المتخفية أحيانا في سخريات أو مفارقات أو هيجانات لغوية تتوفر على الحد التقليدي للشعر كتراكم لقوانين تدافع عن وجودها ،بينما تتخلص القصيدة من ذاك بالهروب عبر التقنيات الممكنة ومن أبرزها السرد الذي لا يتوقف عند التسميات والشخصيات والوصف ولكن ينطلق من واقعة أو حادثة ويقوم بتطويرها.وهذا يكسب قصيدة النثر العراقية سمة الحزن والألم وتنويعاتهما اغترافا من واقع مكتظ بالأحداث والوقائع الكارثية والفواجع والكوابيس التي قد لا تتطابق وافتراضات أي منطق عقلي ؛فيمتزج الخيال هنا بمفردات الواقع وتتحول البنى السردية من نويات متناثرة في الخارج إلى نصوص تتراتب وقائعها في انتظام جديد.
ولم تتعمق دراسة الجانب السردي الذي تأكد في قصيدة النثر بسبب اختلاط تلك الميزة بنثر القصيدة والامتعاض الحاصل حتى من كتابها لجمعها الشعر والنثر في التسمية والمفهوم.
— التكثيف :تنويع الكيفيات النصيّة
   شاعت في قصيدة النثر العراقية كتابة القصائد القصيرة التي بدأها السبعينيون في ما عرف بقصيدة الومضة (9)  أو قصيدة الجملة الشعرية التي لا تتوقف عند حدود الجملة النحوية أو التركيب اللغوي ،بل تتكون من أكثر من جملة تقليدية أحيانا.وحين شاعت ترجمات أشعار الهايكو وجد الشعراء انفتاحا نصياّ شكلياً يفيض على البنية النصية ،من حيث تكثيف الملفوظ الشعري، وإبراز البراعة في تركيز الصورة والجملة الشعرية والفكرة المتضمنة وهي غالبا تأملية أو وصفية . وقد جرى تعديل أو تكييف نصي على فكرة قصيدة الهايكو في منبتها الأصلي حيث جرت كتابتها لتأمل انعكاس الفصول والطبيعة ومشاهدها على داخل الشاعر ومشاعره وعواطفه وأحيانا تكون أشبه بلوحة صامتة أو رسم طبيعي خارجي .ويمكن تلخيص التعديل الحادث على الهايكو عراقياً بالقول إنه يضمّن موضوعات متعددة تبرز فيها وجهة نظر الشاعر إزاء شيء محدد غاليا ما يكون متصلا بذات الشاعر وإن اتسعت دائرته كتصوير بشاعة العنف والموت اليومي أو تصوير الألم العراقي المتواتر.وشيوع هذه القصائد القصيرة يحاكي ما حصل في كتابة القصة القصيرة جدا من حيث التكثيف الحدثي واللغوي.وفي الشعر يعد ذلك انسحابا من نمط  المطولات النظمية ومن تقنية الديوان المجموع بضم قصائد متناثرة إلى بعضها .فيما تقدم القصائد القصيرة مناخا شعريا موحدا وإيقاعا متقاربا يفيد من كثافة اللغة و أثرالصورة و عناصرالخيال.
أخيراً نشير إلى ميزة قراءة تفردت بها قصيدة النثر العراقية حيث استثمر الشعراء العراقيون الجانب التداولي حين استقرت قصيدة النثر على مستوى التلقي وصار لها قراء يتناغمون مع تحولاتها .وإذا كان هذا الجمهور المتلقي لقصيدة النثر محدودا فهو مرتبط بتلقي الشعر عامة، وكونه فنا نخبويا مخصوصا يتطلب تلقيه مهارات ومواهب وخبرات تتراكم في عملية القراءة وهذا ما يشكو ندرته أجيال الشعراء حتى في التراث ،حيث كان الشعر فن العرب الأول، فقد احتاج لشروح وهوامش. وذاك دليل حاجة القراء للعون في تلقي الشعر نظرا لطبيعة انتظام القصائد فكريا وبنائيا، أي من حيث محتواها وشكلها.
لقد اجتازت قصائد النثر العراقية التابوات والمنع ، واقتحمت حصون الجامعات وأسوار العقليات الأكاديمية، وأخذت مكانها في الدرس والبحث والنقاش، كما أخذت حقها في النشر والانتشار، فقد استقرت الذائقة على قبولها نوعا شعريا له تقاليده ومزاياه وتياراته .ولم يعد الحكم على قصيدة النثر شاملا دون تدقيق أو تفريق. واستقرارها أفاد في انصراف الشعراء للنتاج وتطويرمشاريعهم النقدية وتنويعها بدل الحجاج والجدل والمنافحة التي أخذت قسطا كبيرا من جهد الرواد الأوائل من كتاب قصيدة النثر العراقية.
عربيا أصبح لتجربة الشعراء العراقيين أثرها في تجارب الشعراء العرب من كتاب قصيدة النثر وذلك مرصود نقديا وأمثلته لا تعز على الباحثين والقراء.
وفي منظور المستقبل ينبئ التعايش الجيلي والكتابات الجديدة لأسماء شعراء واعدين وتواتر فاعلية قصيدة النثر وحيويتها ما يطمئن قراءها وكتابها على تطورها والبحث عن طرق وكيفيات جديدة لصياغتها ومضامينها. كما يزيل الخوف من تعرضها  للتهم بالضعف  كنتيجة لما ينشره بعض من لا يمتلكون عدة الشاعر ولا يتوفرون على وعي كافٍ بآليات كتابة  قصيدة النثر وشعريتها.
ومن طرف آخر لا يُخشى الارتداد على قبول قصيدة النثر جماليا لدى المتلقين والقراءات النقدية التي تمثل مواكبة نظرية ساندة لكتابة القصيدة، وكذلك يقوم جانبها التطبيقي والتحليلي بإضاءة جوانبها الفنية والمضمونية.وهذا ما سيكون فصلا متمما لهذه المقدمة النظرية الممهدة لقراءة المقالات والدراسات  والنصوص في هذا العدد من ( الأديب المعاصر) …
هوامش
1- لعل تلك أبرز مفارقات الشعرية العراقية: ظهور الشعر المنثور في الربع الأول من القرن قبل ظهور تجربة الشعر( الحر) في النصف الثاني من الأربعينيات.في كتابي : روفائيل بطي وريادة النقد الشعري في العراق- دار الجمل-كولونيا1992 نماذج من هذا الشعر المتأثر بالترجمات وشعر أمين الريحاني..
2- نازك الملائكة :الأعمال النثرية الكاملة -الجزء الأول- كتاب قضايا الشعر المعاصر- المجلس الأعلى للثقافة-القاهرة-2002-ص191
3-بينما كنت أتهيأ لإنجاز هذه المادة وصلني كتابُ دراسة ومختارات عن قصيدة النثر في تونس ( قصيدة النثر التونسية-ا لطيران بأجنحة مستعارة)-المهدي عثمان- دار رسلان للنشر-سوسه-تونس-2015، وقرأت عن صدوركتاب آخر عن قصيدة النثر في مصر. وكان الشاعر حسن طلب أصدر عام 2010 مختارات من قصيدة النثر المصرية في كتاب(صيد وحيد) كملحق لمجلة إبداع.وكنت قد أصدرت دراسة ومختارات عن قصيدة النثر في اليمن نتيجة معايشتي لحركة الحداثة في اليمن خلال إقامتي الطويلة هناك.(  قصيدة النثر في اليمن-اجيال وأصوات)- مركز الدراسات والبحوث اليمني-صنعاء-2003
4-ميشيل ساندرا: “قراءة في قصيدة النثر”, ترجمة: زهير مجيد مغامس, وزارة الثقافة, صنعاء 2004
5-(مقدمة لقصيدة النثر-أنماط ونماذج) تحرير( بريان كليمنس وجيمي دونام)-ترجمة محمد عيد إبراهيم- الهيئة المصرية العامة للكتاب -القاهرة-2014
6- عبدالقادر الجنابي:الأنطولوجيا البيانية- في حد الشعروتعريفه- سلسلة كتاب قصيدة النثر-2 ثقافات إيلاف ودار (الغاوون) -بيروت- وموقع إيلاف-2010
7- عبدالقادر الجنابي-   (ديوانٌ إلى الأبد- قصيدة النثر أنطولوجيا عالمية)-دار التنوير -بيروت -2015
8- (أجيال الشعر لا الشعراء )عنوان مقالة لي يشي بمضمونها وفكرتها حول الأجيال نشرت في عمودي الأسبوعي :استطرادات-ملحق الاتحاد الثقافي- ومنشورة في موقعي الشخصي على الإنترنيت:
http://hatem.byethost7.com
وفي صحيفة قاب قوسين الإلكترونية-10-11-2013
9- للشاعر الراحل رعد عبدالقادر مساهمات في المصطلح وكتابة نصوص من القصائد القصار تحت ذلك المسمى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*