حاتم الصكر -ذاكرة–الشاعر حميد حسن جعفر

الصورة الخارجية -الشاعر حميد حسن جعفر

حاتم محمد الصكر ـ ذاكرة

من صفحة الصديق الشاعر حميد حسن جعفر على الفيسبوك

لقد كان -حاتم محمد الصكر -يشكل أكثر من مشروع أدبي -شعر قصة رواية ،نقد -بل كان وسواها لمشروع الثقافي هو المسيطر /المهيمن بتفاصيل ظاهرة ،وأخرى مطموسة وقد استطاع يوفر لنفسه كمثقف أكثر
من ركيزة تنتمي إلى المستقبل ،إلى تعدد الاستقبالات و لتعددالارساليات
أي أنه الكائن المتلقي ،وضمن فضاء من المنهجية المبرمجة للكثير من الأفكار المدرسية الدينية ،من نصوص
قرآنية ،واحاديث نبوية ،وضمن أحاديث مرويات ،وضمن أحاديث مواقف للصحابة و التابعين ،و للمؤسسين
للتيارات الإسلامية ،و طوائفها و مذاهبها، و فتاواها، و تشريعاتها، منطقا وفقها، واحكاما، مقدسا و جائزا،
و مقارنة، و مراجعات، ،واستقراء للنصوص و السنة
عبر قرب هذه المفاهيم وبعدها، من المركز /الجزيرة العربية الأمصار من فضاء العرب ،قبائل و شعوبا و موالين عربا و اعاجم، بلدانا مفتوحة، ،و أخرى محررة ،
حاتم محمد الصكر ،الطيب البريء من الممكن أن يعتقد أو يتصور الواقف خارج حراك -حاتم الصكر -أن هذا الرجل لا يمكنه أن يرتكب اثما ما أو أن يدعو الخروج على السائد ،أو أن يكون مصدرا للتحريض ،وإثارة مكامن الآخر ،أنه الكائن الذي لا يتحدث إلا همسا، ،حتى تكاد أن تستلهم منه عما يتحدث أو عما يقول !
لقد كان ينتقد و يكشف من غير أن يتهم الآخر بالخطا، أو بالحقوق، أو بألجفاء! !
لم يكن هذا الرجل يقرأ ليكتب الشعر حصرا ،على الرغم من أن القصيدة استطاعت أن تأخذ منه ومن أفراد عائلته معظم الوقت ،لقد كان الشعر يمثل -بالنسبة له -أكثر من شاغل -كتابة و قراءة ومتابعة و محاولات
إصدار الآراء و الاحكام !إذ أن صحبته للشعر عبر مرحلة الدراسة ما بعد الاعدادية ،وفرت له أكثر من امتداد!
نحو العمق ،وفرت كانت مجاولاته في النشر تأخذ منديات أوسع ،فربما كانت -مجلة الهدف -الفلسطينية و
اقترابه من توجهات وآراء و أفكار القاص والروائي غسان كنفاني ،إضافة إلى علاقاته الحميمة مع مجموعة من المثقفين -حميد الخاقاني -الفلسطيني خليل سلامة والشاعر صباح——–.و سامي الزبيدي -هذه الينابيع
التي تكاتفت ليكون في أول الأمر أكثر من مشغل أدبي استطاع أن يلقي بظلاله على إهتمامات -الصكر-!
ورغم هذا لم يستطع الشعر أن يطيح بقراءات منتمية للأحكام و النتائج و بقراءات أخرى يشكل الشعر جزءا
يسيرا منها ،إلا أن ما يحيط بالشعر من مصادر ومواقف ،من علل ونتائجها هو الفضاء الذي تسبح وسطه
أسماك -جاتم الصكر -،فقد كان مؤهلا لأن يكون متحركا وس كومة من التحولات! ورغم ضغوطات المناهج
الدراسية ،-دينية !شرعية ،تراثية ثوابت ،ورغم قدرات الأفكار -إفطار الأمة -وضغوطات التاريخ العربي و
الوطني و مواقفه من الاستعمار و السيطرات العثمانية و الأوربية -انكلترا، فرنسا، اسبانيا ايطاليا-
تلك الأفكار ودورها في دفع الفرد /الإنسان إلى الانسياق لسلطات المقاومة والاتحاد و وحدة الأمة ،وصولا
إلى التطرف وعدم الاعتراف بالآخر ،وصولا رغم ما تفرزه من صرامة و قسوة و ضرورة الإلتزام المطلق
وربما الاستبداد ،ورغم انتماءات المجتمع للكثير من الانغلاقات و الطرق المسدودة،
كل هذه التفاصيل و سواها الكثير لم تستطع رغم إصرارها على القبض على تطلعات -حاتم محمد الصكر –
و على تطلعات سواه من زملائه و أصدقائهم و معارفه من الشعراء و المثقفين ورغم اندفاع البعض في
هذا الاتجاه أو ذاك ،لم تستطع المفاصل تلك -شبه الشاطبة -،أن تحد من طموحاته ،وأن تحجم توجهاته نحو
المختلف ،لم تستطع أن تضعه وما تبقى منه في فضاء من -الراديكالية /التشدد و التعصب ،أو إلى الانفلات
،وكل من الطرفين كان يعمل على تمويل الإنسان إلى كائن آخر !
لقد كان -حاتم محمد الصكر -مشروعا نقديا، توعويا، كان مشروع أفكار و توجهات تتجاوز المحلية رغم انتمائه
اليها -إلى العربية و العالمية ،وقد كان مشروعا لصناعة المثقف الفاعل ،
لقد كانت المعرفة و الوعي يشكلان أكثر من فرصة ليزيح حاتم محمد الصكر عن ظهره صخرة الثوابت و
الانغلاقات، ليستبدلها بصخرة الكشف و الازاحة لقد كأنه فترة الستينات فضاءا زمنيا للحركات الطلابية على مستوى العالم و الوطن العربي ،
وكانت فترة السبعينيات أكثر من كريمة مع حاتم الصكر ،فقد جادت عليه بمجموعة من الأدباء المثقفين -شعراء
و روائين وقصاصين، أصدقاء و زملاء، و تلاميذ/طلبة ،،فقد كان سغيه لا يتمثل في أن يكون شاعرا فقط ،
أو أن يكون مدرسا – ل- اللغه العربية وقواعدها -في إحدى الثانويات !لقد أحاط نفسه بمجموعة أفكار تنتمي للتطوير، وبطموحات تنتمي للمستقبل، لقد كأن يشكل أكثر من تربة صالحة للنماء. للذهاب بعيدا
في ركب الثقافة ،حيث المعارف وحيث المعاصرة والبحث عن المختلف ليجد نفسه وسط حراك سبعيني ينتمي الكثير منه إلى الهامش أو المهمل ،أو المعارض ،ولكن بعيدا عن المواجهة و الصدامات والالغاء ،رغم
وجوده داخل المركز -نظريات و مناهج،مصطلحات ومفاهيم،و تناقضات ،عالم يقف معظمه خارج الوعي و
المعرفة ،حيث تشكل عملية البحث و الاستقصاء أكثر من سبيل للحراك أمن وسط العاصفة ،هذا المحيط
هو ما كان يلف حاتم الصكر ،سواء حين كان مدرسا في مدينة الكوت /حيث الهامش ،أو حين غادرها إلى
بغداد/المركز ،حيث وزارة الإعلام -خبير لغوي في دار ثقافة الطفل (مجلتي و المزمار )و ليجد نفسه واحدا من كتاب جريدة الجمهورية، الصفحة الثقافية وضمن حقل أسبوعي ،طل يوم اربعاء،وتحت عنوان-
الأصابع في موقد الشعر –
وليجد نفسه كذلك مسؤولا ثقافيا مرة ،ومحررا في مجلة الأقلام مرة أخرى أو متفرغا كليا لإدارة
-الطليعة الأدبية – فقد كان يمثل جانبا مهما من جوانب الفعل الثقافي /النقدي الذي يمور بالتناقضات
والرفض ،بالرد و المع ،فقد كان متابعا جريئا و ناقدا، و دارسا و مبشرا بأفكار و رؤى و إهتمامات لا تنتمي إلى المتفق عليه أو السائد بل كان الاختلاف و المغايرة يشكلان أكثر من منهج أو مسعى ،،
فقد كان متحركا وسط مجموعة من المشاريع الثقافية، وقد تكون دراسته الماجستير أكثر هذه المشاريع أهمية و قربا إلى نفسه و طموحات حيث تشكل أكثر من بوابة تصل به إلى أكثر من أفق ،وأول هذه
الآفاق، مواصلة الدراسة /الدكتوراه والتي ستكون هدفه منذ خروجه من العراق متوجها إلى اليمن
عام 1995 وكما جاء في الصفحة الأخيرة من جريدة الزوراء العدد-1604 ليوم الخميس 26 ربيع
أول سنة 1447ه -27 تموزعام2000، وتحت عنوان-هذه حصيلة ما كسبناه من بعد عام 1996 /الشهر الثاني /اليوم السابع ،حيث نشرت الجريدة أسماء الأدباء العراقيين الذين غادروا القطر ،
فإنهم من ذهب بحثا عن عمل ومنهم من ارتد ومنهم من ظل على موقفه ،متارجحا في الوسط
وفي التسلسل الخامس -حاتم الصكر-المهنة شاعر و ناقد -السنة 1995 -البلد/اليمن
Hatem Alsager
Top of Form
إعجاب   تعليق   مشاركة
‏‎Wadea Shamekh‎‏ و‏‎Tagrieed Mohamad‎‏ و‏‎Ayad Ebraheem‎‏ و‏‏22‏ آخرين‏ معجبون بهذا.
مشاركة واحدة
التعليقات
علي متعب جاسم سيرة مختصرة بقلم مبدع .وشهادة لمبدع بحق مبدع .
الصكر شكل لكثير من جيلي مدرسة تعلمنا فيها النقد .ولم اتخيل مع شدة حبي واعجابي به ان يكون بهذا الخلق الدمث والطيبة والتواضع حين تحدثت معه .
تفخر ثقافتنا بمثل هؤلاء ….عرض المزيد
إلغاء إعجابي · رد · 2 · ‏18 أغسطس‏، الساعة ‏05:01 مساءً‏
سميع داود حبيبي الشاعر والناقد حميد حسن جعفر شكرا لمساهماتك النقدية المتسمة بالدقة وروح المتابعة والكشف عن القيم الجمالية للنصوص التي تعرضت للنقد اما حديثك عن الشاعر والناقد الكبير حاتم الصكر فقد الى زمن القاءات التي ضمتنا معه في مدينة الكوت وما كان يدور فيها …عرض المزيد
إلغاء إعجابي · رد · 2 · ‏18 أغسطس‏، الساعة ‏05:09 مساءً‏
Hameed Hassan Jaafer صديقي الدكتور علي متعب جاسم /محبتي
حاتم محمد صكر /حاتم محمدالصكر /الدكتور حاتم محمدالصكر
في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي دخل واسط /الكوت مدرسا لا فاتحا، كأي جندي يخاف أن تتحول أفعاله إلى تجاوزت على الاخرين، على الرغم من أن الكوت …عرض المزيد
إلغاء إعجابي · رد · 3 · ‏18 أغسطس‏، الساعة ‏06:28 مساءً‏
Hatem Alsager اخي الحبيب حميد.عرفتك في اوج شبابك.مكافحا مثابرا تعيش اللشعر وتكتبه.بل كان وجودك كله.هكذا التمت خطانا وافكارنا ووجدت الفي وخلي واخي فيك وبضعة اخوة منهم شغراء ديواننا المشترك نوارس الموجة .اعذر تقصيري في الكتابة عن تلك الفترة لظروف صحية تتعب ذاكرتي التي تحفظ لك ولواسط ونخبة مثقفبها اجمل الصور وابهاها.ولننا تواصل.شكرا لوفائك ايها العزيز.
إعجاب · رد · 2 · ‏19 أغسطس‏، الساعة ‏10:54 مساءً‏
Tagrieed Mohamad كلام رائع في حق الدكتور حاتم الصقر
إلغاء إعجابي · رد · 2 · ‏20 أغسطس‏، الساعة ‏12:30 صباحاً‏
Ayad Ebraheem افتخر جدا أن أكون صديقا محبا للأخ الناقد والشاعر والأكاديمي حاتم الصكر. .دام للود والابداع
إعجاب · رد · ‏20 أغسطس‏، الساعة ‏12:49 صباحاً‏
رد Hatem Alsager · رد واحد
 
Layla Sagr سيطيل الله في عمرك اخي الحبيب حاتم الصكر في صحة وعافية لتكمل وتستمر في مسيرة اﻻبداع والتالق حفظك الله.
إلغاء إعجابي · رد · 2 · ‏20 أغسطس‏، الساعة ‏02:58 مساءً‏
Sumayya Alshaybani تحية للصديق الدكتور حاتم الصگر
إلغاء إعجابي · رد · 1 · ‏20 أغسطس‏، الساعة ‏05:29 مساءً‏
سميع داود
إعجاب · رد · ‏20 أغسطس‏، الساعة ‏08:26 مساءً‏
Bottom of Form