في الذكرى الخامسة عشرة لتغييب عدي

 

اليوم يُغيَّب عدي للمرة الخامسة عشرة
1- الألم بحر.. وأشرعة صبري ممزقة .
2 – أستعين بأشقاء الفقد وندماء الألم..فأستعيد أبياتاً من موفق محمد في إحدى مراثي ولده:
باب الأبد:
لفَّنا ليلٌ غرابيّ الجناح
فآغلقي الباب فلم يأتِ أحد
ودَعي صدرك مفتوحاً
فقد يأتي الولد
ربما من آخر الدنيا ومن باب الأبد
3- عدي واسطة عقد الأولاد، الوحوش التي افترست براءتك وشبابك وأحلامك لم تكن ترتدي ثوباً آدمياً حتى..إنها برزت بأنياب ومخالب لا تخفيها دشاديشهم القصيرة الممزقة كضمائرهم ..لكن اعلم أنهم ذهبوا إلى حيث يليق بهم: النسيان والخزي واللعنة والفشل، عادوا بالأحرى إلى كهوف خرافاتهم، وانكفأت خطاهم خارج الزمن ، واندثرت خيالاتهم التخريفية بدولة للجريمة والتطرف والهمجية.وأنت تحيا بيننا في وجوه زيد وريمة وأحمد التي أحسك عبرها كل يوم وهم يقاومون غيابك بجرعات الأمل ،ويدحرون قتلتك بنجاحهم ومواصلة الحياة بدأب وإصرار…
4- الشظايا تنبت في الروح ، ثم يحس بألمها الجسد .
5- لا تغبْ كثيراًعن أحلامي ..لا تجعل ضوء وجهك شحيحاً ، والليل يزرع السواد في كل زاوية.
6- أنت حضرتَ لحظة موتي.. فغيابك كان موتاً كافياً لكلينا.
7- كلما عاينتُ أحمد نائماً أبصرتُ وجهك في سريرك بغرفتك ببغداد…هل نمتَ بعدُ على سرير؟
8- بعد ليلتين من اختفائك مغدوراً…استيقظتُ ليلاً أصرخ : لا ، وكأنّ مِدية اخترقت القلب.هل كان ذلك وقت أطلقوا حقدهم على جسدك؟
9- لا تعطني أملاً كي لا أقتات عليه.قل لي إني سألقاك في غيبتك ملتحقاً بك..فما أعيشه ليس إلا انتظار ذاك اللقاء.
10- المكان يشير إليك والصورة والأغنية ..لا ملاذ سوى الذكرى..
11- الألم سكّين تمتد من الروح إلى أوردة الصبر ، لتقطع ما تبقى منها.
12- الخريف يهزم كل شيء: الأمل والظلال والزهر..ويعيد ساعات الفقد التي امتدت أعواماً..كلهم عادوا: موتى وجرحى وأسرى، ولكن ظل لك في الغياب حضور ..وطيف لا يسعف القلب وهو يزداد وهناً..
13- صور من البيت الذي غادرتَه في مثل هذا اليوم لتقتنصك الذئاب ، تهيل على الجرح وجعاً.وتعيد للذاكرة جلستك في ركن الحديقة الذي تحب ، والمدخل الذي تدلف منه تسبقك ضحكتك. فلا أرى غير ذلك. تتوقف العين عن النظر.
14- خذ معك كل ما كنتَ تحب: الشجرة والوردة واللعبة التي يلعبها أطفالك ، وضحكاتك وأنت تهاتف أصدقاءك.. خذ الصور صغيراً وفتى ورجلاً…خذ ما تبقى من نور في العيون، وأنِر ظلمة مجهولك..
15- هذا عام غيابك الخامس عشر.لا مزيد من الدمع ولا الصبر ولا الأمل…..
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏