كلمات وفاء وقصيدة من الشاعر فخر العزب

من صفحة صديقي فخر العزب على فيسبوك

وفاء نادر..أفخر به كثيرا وأعتز..

https://www.facebook.com/share/p/J

rBAXt5tWT7R8ox6/?mibextid=oFDknk

 

أنا الذي لم أزر العراق، أعرف العراق بدجلة والفرات وحاتم الصكر، وهذا الأخير نهرٌ يتدفق بالكلمة شعرا ونقدا ومثاقفة، وهو بلاشك واحد من أبرز مثقفي الأمة، وعلم من أعلام النقد الأدبي.
كان لي الفخر أن تتلمذت على يديه، وعلى يديه آمنت أني شاعرٌ لأنه آمن بي، وحين يؤمن بك حاتم الصكر فثق أنك شاعر.
لكني كنت حينها أشعر بالوجل كلما نظرت عيوني في عيونه، لأني أكبره وأعزه وأرى كم هو كبير بحجم العراق، العراق الذي لا تنطقه إلا بتفخيم الراء، لأنك أمام بلد عظيم هو بلد العروبة والشعر.
تتلمذت أربع سنوات على يد حاتم الصكر خلال دراستي في كلية الإعلام، وكانت محاضراته هي الوحيدة التي أحرص على حضورها، لأنني أشعر أني أنهل من نبع متدفق كثير العطاء.
وفي باحات كلية الإعلام كنت إذا رأيته يمشي، أمشي في طريق آخر من كثر المهابة التي يحظى بها هذا العراقي الودود الذي شملنا بأبوته وعطفه وحنانه وابتسامته البراقة الصافية كماء أنهار العراق.
كنت أشعر أني وطلابه كلنا “عدي” الذي نعوضه عن فقدان ابنه الذي اختطفته للمجهول عناصر التطرف والإرهاب خلال توجهه للأردن، نرى حزن الأب في عيون حاتم، حزنا لا يندمل، ومع ذلك كان حاتم هو أب الجميع دون استثناء.
اليوم أندم لأني لم أكن أجلس معه في مكتبه، لأني لم أحضر مجالس الأدب التي يحضرها في صنعاء يوم كانت صنعاء تحتضن الجميع بقلبها الفسيح قبل أن تنتهك حرمتها الميليشيا المجنونة والتي لا تفهم إلا لغة الموت، وهي اللغة التي لا يتقنها حاتم ولا نحن.
غادر حاتم الصكر إلى الولايات المتحدة الأميركية لأن صنعاء لم تعد وطنا لأهل الحب، وأنا أيضا غادرت صنعاء إلى تعز، وهكذا تفرقنا وتمزقنا في بقاع الأرض.
اليوم حلمي أن ألتقي حاتم الصكر، وأن أطبع قبلة بحجم جبل صبر على رأسه، وأن أتلو قصيدة بين يديه.
أحبك يا من علمتنا شعر السياب ودنقل ودرويش، يا من نقلتنا إلى جيكور لننهل من أمواهها وشعرها، أحبك أيها العراقي الأصيل الذي أنسننا بالشعر، وعلمنا أن الإنسانية دين وهوية وانتماء تجمعنا جميعا كبشر.
أحبك يا حاتم.

 

“وجدٌ أنهك الذاكرة”

 

أفتقدُ “الصكرَ”

ينهكني الوجدُ شوقاً إليهِ

أشعرُ أنَّ فؤادي تشققَ

والدمعَ منه ذَوى فاتراً

فوق خدِّ الحياةِ

وقد غابَ في غربةِ العمرِ خِلِّي

صديقي ..

أبي ..

راهبُ الشِعرِ ..

أسطورةُ النقدِ ..

شبَّابة الوجعِ السرمدي بشطِّ الفراتِ

…………………….

وحين يغيبُ أميرُ الكلامِ

يصيرُ لساني يتيمَ اللغة .

*****

الشاعرُ “الصكرُ”

يأتي طويلاً كنخلِ العراقِ

وأبهى من النهرِ

أجمل من قمرٍ فوق بغدادَ

ينثرُ أطيافه في الفضاءِ

وأعني فضاءَ العراق الجميلَ

له سحنةٌ

تشبهُ الضوءَ في مجدِ “عشتار”

والوجدَ في قلبِ من نقشَ الحرفَ بالشوقِ

في الغيبِ صبَّاً

بأغنيةٍ حرفها من مطر .

*****

أسيلُ القصيدةِ

حين يُرتلُّ أسفارَه

تجئ الأحاسيسُ ملتاعةَ الآهِ

تحملنا لشجونِ البعيدِ

وماءُ الكلامِ الذي كان ينبعُ من قلبِه

ويهطلُ من غيمةٍ في اللسانِ

يبللُ أرواحَنا المنهكاتِ بقطرِ الهوى

وفي لحظةِ الوجدِ

يُطربُنا

ويُبلسمُ أرواحَنا المتعبة .

*****

هذا البهيُّ ..

رأيتُ حروفَه وجهاً لوجهٍ

تسيرُ إليَّ

وتنداحُ مثلَ نسائمِ فجرٍ

تظللُ أفياءنا بالعليلِ

وفي قاعةِ الدرسِ

كنتُ أمدُّ فؤادي لحرفِه

قلبي لعطرِه

عيني لبسمتِه الباهية .

*****

عن كثبٍ

عرفتُ سجاياه

نلتُ أنا شرفَ القربِ منها

ومنه تعلمتُ

أنَّ البساطةَ نبضٌ جميلٌ بقلبِ الحياةِ

وأنسنةَ الروحِ

نبضُ المحبةِ في روحِ من يعشقون الجمال .

 

فخر ..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*