هكذا رحل حاتم الصكر عن اليمن – ميسون الإرياني


الصورة: في اتحاد أدباء اليمن -صنعاءخريف 1995
ميسون الإرياني
لا أعرف كيف يبدو ركنه الأيسر من مكتب قسم العلاقات العامة لكلية الإعلام، يخيل لي بأنه بارد و مظلم كأحد أفلام الخمسينات بالأسود والأبيض.
 
ذلك العراقي الدافئ القلب، اليماني الهوى، العميق الإنسانية الذي غادرنا في الرابع عشر من شهر إبريل متوجها إلى أمريكا بعد أن امتزجت روحه بأرض اليمن منذ أوائل التسعينات فأحبها وأحبته، تاركا خلفه الكثير من الذكريات والكثير من العمل الذي بذله من اجل طلاب الجامعة و الساحة الأدبية والتشكيلية،حيث كان رافدا مهما من روافد إشعالها ادبا،إبداعا وأملا ..
 
كان يستقبلنا الدكتور حاتم الصكر بابتسامة رائقة، مرحبة و محبة مادا كفه للسلام قائلا: والله زمان ما زرتينا..!
كنا نشعر بتقديره وترقبه سواء كنّا من طلابه أو ضيوفه من الشعراء والفنانين على حد سواء، في كلية الإعلام ذلك المبنى المتهادي الذي كان يلونه وجود الدكتور حاتم فيه..ويزيد تعلقنا بزيارته صلابة .
حقا لقد فقدنا وفقدت جامعة صنعاء كنـزا كبيرا ومهما بمغادرته إياها.

 
كان الدكتور حاتم من أكثر الناس الذي اختلفت معهم في رؤاهم بخصوص الشعر، لكني كنت أتفق دائما في مدى عشقنا للقصيدة بكل امكانياتها..
 
لا تزال صور من حفل توقيع ديواني (سأثقب بالعاشقين السماء) تمر في قلبي بين الحين والاخر،قراءته الجميلة التي ركز فيها على مفهوم فقداني للتعيين النصي،أتذكر حنقي مما قيل كما ساءني استقباله لمجموعتي الشعرية البكر بهذه القراءة القاسية في وقت يخيل للشاعر فيه بأن الكون كله ينتظر كتابه بشغف وترقب .. _بالمناسبة ما أزال لا أدرك معنى التعيين النصي حتى الان..!_
 
أتذكر قراءته التالية لنص “حطي على كتفي تنكربل” وحنقي الذي تبعها كذلك.. ثم استعراضه لمجموعتي “مــدد” في الاتحاد الإماراتية والتي بدأنا من خلالها نصل لمرحلة اتفاق ما، لكن برغم كل هذه الذكريات الثمينة لا انكر أني أشعر بالخيانة لرحيله هكذا دون أن تتاح له الفرصه لوداع أحد، ودون أن تتاح لنا الفرصة كأصدقاء،كطلاب أو مبدعين لإقامة حفل وداع يليق به. بهذه القامة التي أخلصت في تشجيعنا ودعمنا حتى النهاية..

من قال إن الأستاذ هو الذي يسدي النصائح ويصحح فحسب!

أعتقد خاصة من خلال علاقتي بالدكتور حاتم بأن هذا الكلام ليس دقيقا تماما،حيث كان بالنسبة لي الأستاذ الذي أشعر بترقبة لجديد خطواتي، منافسي وعدوي أيضا..!
 
كنت أترقب اليوم الذي أهزم فيه نظرياته الشعرية والنقدية، ليعترف بأني خارجها دون أن ينكر فعل القصيدة بين أصابعي،لقد رحل الدكتور حاتم دون أن يعترف بذلك !
 
وهذا ما خلق مرارة في نفسي بعض الشيء، لكني ما أزال أؤمن بأن المكان والزمان هما الفضاء الذي لا تتوقف عند حده القصيدة . لا زلت أعول على مراقبته واعترافه بما جاء أعلاه في يوم ما ..
لا زلت أتمنى لو أنه ودعنا وسمح لنا بالتعبير عن مدى شكرنا وتقديرنا له كإنسان ومعلم أيضا.

شكرا يا دكتور شكرا كما لا يحتمله بياض الصفحة،سيظل اليمن بيتك ووطنك مهما تأخرت، وسيبقى وجودك في قلوبنا عطرا وشاسعا بحجم القصيدة..

البلاد السعودية
وموقع المصدر أون لاين
أدناه :بعض تعليقات القراء على المقال كما ظهرت في موقع المصدر اون لاين

 
6Share
1 – شكرا ميسون
هاني الأديمي
شكرا ميسون على هذه المقالة الرائعة والتي جعلتني أبكي صديقي ومعلمي الدكتور حاتم وأحس كأني لن أراه مرة أخرى.
كان هو عنوان كلية الاعلام ولا أفوت زيارة الا وأسلم عليه ويستقبلني بابتسامته كما ذكرت انه يستقبل الجميع كذلك.
لم أعرف إلا منك أنه غادر اليمن الى هذا المكان البعيد..
أتمنى له من كل قلبي التوفيق والسداد كما أتمناه لك، وسنراه إن شاء الله مستقبلاً.
شكرا دكتور حاتم..
شكرا ميسون مرة أخرى
2 – اعتراف
غسان محمد المخلافى
وحدك من يلتفت الى الاماكن المنسيه فى زمننا الصعب
3 – خسارة ادبية عظيمة
طالب سابق للدكتور
هذه اعظم خسارة ادبية خسرتها اليمن خلال هذا العام
لقد كان هذا الاديب الرائع بمثابة الشلال الهادر الذي لا يتوقف عطائه لقد كان نبراسا يهتدي اليها طلاب الاعلام وسط ظلام علمي وفكري حالكة،،
5 – عندما يغادر الروح
خليل العمري
كان أستاذا وصديقا وأخا لنا ، لم نكن نحس بالفارق الذي
اعتدناه بين الدكتور والطالب والذي يمارسه أغلب دكاترتنا ، لن تنسى من ذاكرتنا يادكتور وفقك الله في حياتك .
شكرا ميسون
6 – حاتم الصكر
علي عمر بن حمود باوزير
حاتم الصكر : أحد أركان العملية التعليمية فله الدور الكبير في إنجاح العملية التعليمية لارتباطه الوثيق بتلك العملية وللرسالة العظيمة التي يحملها.رحم الله حاتم الصكر . وشكرآ لك اختي الكريمة ميسون
ما تطعمت لذة العيش حتى — صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء أعز عندي من — العلم فما ابتغي سواه أنيسا
7
8 – يا جماعة سافر و لا مات الدكتور حاتم؟؟؟؟؟
عبدالعزيز النقيب
انا من قراء الناقد و الشاعر و الفنات الكبير الدكتور حاتم..و منذ سفري لم اعد اقراء له…يا شباب ما هو الخبر هل هذا نعي ام وداع؟؟؟؟؟
9 – وداع مفاجئ !!!!!!
أحمد النقيب
في كلية الإعلام ومؤسسة العفيف ومنتديات الأدب وعلى صفحات الجرائد والمجلات وفي نفوس كل من عرفهم ترك بصمات لاتنسى وذكريات شتى ، عرفته الأستاذ والانسان طيب القلب متسامحا متواضعا ، أيام مضت كان لتدريسه فيها نكهة خاصة رونق فريد أسلوب مميز ، ياااااااااااااه ما أسرع مرور الأيام ، وما أقسى فراق الأحبة المفاجئ ……………………………….شكرا ميسون على هذه المقالة الرائعة …أبدعت .. وللدكتور حاتم أسمى أمنيات الخير والسعادة والتوفيق ، وله التحية منا جميعا
10 – عجبي!
عجبي!
لم يمت يا جماعة هو سافر إلى امريكا رحل عن اليمن وليس عن الدنيا!
11 – شكراً دكتور حاتم وفقك الله
عبدالله الحرازي
شكرا ميسون لم أعلم أن الدكتور العزيز غادر اليمن إلا منك بحكم أني خارح اليمن ، لكني أشهد لله أنه نعم الأديب والناقد والمثقف العربي النادر في زمن الاستهسهال و الادعاء ، ندين له بالمحبة دوما أستاذا كريما مد يده الحانية لمختلف التجارب الإبداعية اليمنية الشابة طيلة عقدين من الزمان ، فشكرا يا ابن العراق الحبيب
12 – أحقاً غادرنا
عمار زعبل الزريقي
لماذا يغادرنا دائماً المحبون والعاشقون لهذا التراب,
لماذا لا يبقى إال الآسن من كل شيْء
هكذا نحن جبلنا
نطرد المفيد ونستبقي المميت القاتل
13 – دائما الهامات تغادر وجه ارضنا سريعا
يوسف
لا أعرف كيف يبدو ركنه الأيسر من مكتب قسم العلاقات العامة لكلية الإعلام، يخيل لي بأنه بارد و مظلم كأحد أفلام الخمسينات بالاسود والابيض
دائما الهامات تغادر وجه ارضنا سريعا الى خارجها او الى باطنها
غادرنا فيصل ابن شملان وبقي الل مارضي يرحل!
أسأل الله للدكتور حاتم العافية والتوفيق
سؤالي للاخت ميسون
هل سيعود الدكتور حاتم؟؟؟
14 – عجبي!
سمر
الدكتور سافر أمريكا من قال انه مات !
فتحوا عيونكم واقرأوا صح!
15 – فاتت الفرصة
المقال جيد
م استعراضه لمجموعتي “مــدد” في الاتحاد الإماراتية والتي بدأنا من خلالها نصل لمرحلة اتفاق ما
لماذا لا يتم الاتفاق من اول وهلة حتى يتم كل شيء بطريقة جيدة وكما يريد الجميع؟ تأخر الاتفاق كثيرا حتى فاتت الفرصة للأسف الشديد فالصكر كان يستحق ايضا ان يتذوق الاشياء الجيدة وخصوصا حينما تكون يمنية خالصة
المقال جيد
16 – للأسف
ميسون الإرياني
لن يعود أستاذ يوسف
وفقه الله
17 – شكراً ميسون
تلميذ حاتم الصكر
موقع الدكتور حاتم..
www.hatemalsagr.net
18 – آخر ما كتبه الدكتور حاتم الصكر في موقعه..
تلميذ حاتم الصكر
هذا آخر ما كتبه الدكتور حاتم الصكر في موقعه..
الأعزاء والعزيزات
بقلب مكسور وبحكمة (مكره لابطل) غادرت اليمن البلد الطيب وأعز الأحبة والأصدقاء والطلاب لألتحق باسراب المهاجرين في المغترب.يوم 14 -4-2011.سأكتب عناويني البريدية والهاتفية الجديدة للمراسلة مكتفيا الآن بالبريد الإلكتروني :
halsager@yahoo.com
19 – حقيقه
احمذ
حقيقه ان الشعب العراقي له بصماته في اليمن وكان من المفترض الاستفادة القصوى من هذه الكوادر التي تحمل في دماؤها العروبة والاسلام والاخلاص في العمل فكانوا دائما قامات في العلم والاخلاص
20 – ^_^
الغموووض
ميسون ممكن اعرف من هو حاتم الصكر وما جنسيته
21 – سلا م عليه
منصور النقاش
سلام عليه أينما إرتحل
كان اصدق الأقلام وأكثرها انصافا وجرءة
لا أدري لماذا يرحل الجميلون عنا
أحس أن اليمن فقد بعض الوهج الذي كان يميزه عن هذا العالم
21 – سلا م عليه
منصور النقاش
سلام عليه أينما إرتحل
كان اصدق الأقلام وأكثرها انصافا وجرءة
لا أدري لماذا يرحل الجميلون عنا
أحس أن اليمن فقد بعض الوهج الذي كان يميزه عن هذا العالم
23 – الصكر في قلوبنا
د.محمدمعمر -استراليا
شكرا لك ميسون ..لقد خسرت اليمن وكليه الاعلام شخصية رائعة ..اتذكر كيف كان يقابلني بابتسامته المعهوده كلما دخلت قسم العلاقات العامة ..كنت ارى القسم مظلم اذا كان الصكر غير موجود او مسافر في مهمه علمية او ندوة ادبية ..ستبقى في القلب
24 – شكرا ميسون
محمد النعيمي
شكرا ميسون

لا تعليقات

  1. حاتم الصكر مؤةسسة شعرية وثقافية تمشي على الارض

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*