الناقد الأنسان-كتابة عبدالكافي الرحبي

 

 

أدب وثقافة –صحيفة التجمع-صنعاء-12-4-2011

 

حاتم الصكر.. الناقد الإنسان..
 
أ. عبدالكافي الرحبي

عزيزي الدكتور حاتم الصكر الناقد العربي الكبير, أرجو أن تتقبل مني هذه التحية قبل أن تغادرنا وتقول لنا نحن أصدقاؤك كلمة وداع لا نحب أن نسمعها منك وأنت تتجه نحو الشمال, بل نحب أن نقول لك إلى اللقاء أيها العزيز, فقد ألفنا أن تكون بيننا. ظللنا عمرا ليس بالقصير نسمع منك ما استجد من الخطاب النقدي الحديث, بكل مفاهيمه ومناهجه, التي أثرت المكتبة العربية بشكل عام واليمنية بشكل خاص.

عزيزي حاتم.. استسمحك عذرا واخاطبك دون لقب علمي, لأنك كما أعهدك أنت العالم المتواضع.. الذي أدهش أصدقاءه.. بما امتلكته من السمو والغنى الروحي والثقافي الذي يفيض حبا وإنسانية لا يحدها أفق.. ولست في حاجة الى كيل المديح لك.. فأنت تكره ذلك لأنك أنت من نفر منه وتكبد عناء الهجرة القسرية منذ زمن.. وابتعدت حاملا حرية قلمك وفكرك الذي صببته شهدا على البياض كي يكون غذاء فكريا وثقافيا للجائعين والمتلقين للنقد الأدبي الحديث, وما بعد الحديث, وأنتجت جيلا بعد جيل ممن تتلمذ على يديك في قاعات الدرس بجامعة صنعاء وعلى صفحات المجلات والصحف الثقافية العربية واليمنية, وكذلك كتبا نقدية تعاطت مع النصوص الأدبية شعرا ونثرا لكتاب ومبدعين عرب من شتى الأجيال, في الحداثة وما بعد الحداثة مبتعدا سنينا ضوئية عن أن تكون نافخا على النفير والباحث عن الأضواء الساطعة التي تصيب البصر بالعتمة.

عزيزي حاتم:

لقد جمعتنا أياما وذكريات لن تنسى أو تمّحي من الذاكرة في ساحة كلية الآداب بجامعة صنعاء منذ أن وطأت قدماك وحللت فينا, وكنا نتجمع حولك نحن أصدقاؤك المدعين أننا نتعاطى مع الكتابة, وكنا نأتي كل يوم منذ العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا الى تلك الساحة, أنا, نبيل السروري, محمد الشيباني, توفيق الزكري, محمد سعيد سيف, د. عبدالرضى علي, ابراهيم الجرادي, محمد حسين هيثم, بيان الصفدي, د. جبار عباس اللامي, سهيل نجم, عبدالرزاق الربيعي, كم أعدد لك من الأسماء التي كانت تلتقي في تلك الساحة وتتحلق وتحلق في سماء الفكر والأدب والنقد والشعر والقصة ويحتدم النقاش وتتعالى الأصوات المشحونة بالضحك والتوتر.. ولكنه محاط بالألفة والمودة.. وعندما لا ينتهي النقاش.. نفترق ثم نلتقي في مقر اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين…و…

عزيزي حاتم كم ستكون غيبتك علينا ثقيلة.. حتى ولم نعد نلتقي بك إلا لماما في الأيام الأخيرة إلا أننا سنفتقدك كثيرا ولكن العزاء الآن أن الفسبوك والبوتيوب لن يغيبك عنا مهما بعدت.. فلن نقول لك وداعا بل الى اللقاء أيها الحبيب الغالي

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*