مئوية رولان بارت

 
هذا هو عام رولان بارت.الفرنسيون جعلوا من 2015 الذي يصادف قرنا على ميلاده  مناسبة استذكار لمفكر يرمز لثورة منهجية ودرس في النقد والمعرفة.السيارة التي دهسته عام1980 لم يكن سائقها يعلم أنه أنهى حياة مفكر دائم التحول حتى مع نفسه : من البنيوية المغلقة إلى ما بعدها.لكن السائق أثناء المحاكمة عجب لإشادة القضاة بالرجل فتساءل ببراءة عما إذا كان هو المذنب أم الدولة التي لم تخصص لعالم مثله سيارة يتنقل بها. يبدو لي أن اهتمام الفرنسيين بمختلف أعلانهم نقادا وفلاسفة وسينمائيين وصحافيين سيكون رد اعتبار لما أصاب بارت خلال حياته التي عشقها وعاشها كما يحب.صاحب درجة الصفر في الكتابة و لذة النص وخطاب العاشق والنقد البنيوي للحكاية والنقد والحقيقة وأس زد ودرس السيميولوجيا وغيرها مما مثّل انقلابا في الفكر النقدي والنظر إلى النص وللثقافة ذاتها متسعة لاستيعاب المنظور والمقروء معا .ستحتفل به فرنسا كما يستحق:  كتاب شامل عن سيرته وندوات عن فكره النقدي وأفلام  تسجيلية ومعارض لكتبه وصوره، وسيتذوق قراؤه معه متعة النص كما كشف عنها ،وكما أراد في أطرحاته الفكرية التي مدت ظلالها خارج فرنسا وعبرت القارات؛ لتغير وجهات النظر وطرق القراءة والتحليل وستراتيجيات الفعل النقدي؛ فأضرمت ثورة عارمة في حركة النقد العالمية ، ومنها نقدنا العربي حتى قبل أن يعيش لفترة أستاذا في المغرب حيث ترجمت جل كتبه وانطلق تيار بنيويته وما تلاها من البنيوية إلى ما بعدها ومابعد الحداثة أيضا .سيكون لبارت حضور خاص يجيب على استفهام سائق السيارة التي دهسته ويوقظ فينا رغبة الاحتفاء بمبدعينا لأعوام خاصة كما اقترحنا عام 2014 في الذكرى  الخمسين لغياب السياب  الذي لم نشهد ندوة أو ملتقى يليق بمنجزه وما تركه في الشعرية العربية من أثر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*