الأصابع في موقد الشعر-قصيدة-عدنان حسين عبدالله


 
عدنان حسين عبد الله   : الأصابعُ .. في موقد الشعر (إلى الناقد الكبير المجدّد الدكتور حاتم الصكر)
نقلا عن موقع الناقد العراقي 29-6-2016
http://www.alnaked-aliraqi.net/article/34249.php رابط الموقع
(الصورة الخارجية للشاعر)
(1)
كنتَ تقرأْ ..
أو فلنقلْ – في منتهى الغموض –
كنتَ تُبْصِرْ…
ما بينَ المدى
اختصاراتِ الغيابْ
في ظلالِ الصدى .
كنتَ ترى
ما بينَ أفقِ اللاانتهاء
صوتَ اهتزازِ الحروفِ / اللغة
في بيتِ شعرٍ جاهلي
موشّىً بالكواكبْ .. تخضرُّ فيه النجومْ .. تمتدُّ فيه الصحاري
واسعٍ باتساعِ الأبدْ .. وسطَ أفلاكِ الندى.
كنتَ ترى
ما وراءَ ارتطامِ القبّراتْ
في فضاءاتِ ماضٍ بعيد ْ
فوق خيطِ النأيِّ فيه
كم ضاعتْ خطى !!.
كنتَ تدركُ معنى الأغنيات
من ترانيمِ الحالمين …
عارفاً فيما مضى
ما قد أتى
من تفاصيلِ اصطدامِ الهواجس
في قلبِ بيتٍ من الشعرِ فيهِ تكسّرْ
ارتجافُ الحنين
واهتزازاتُ المعاني في مجازاتِ الهديل ْ .
كنتَ تصغي للهديرِ الذي جاءَ من خلفِ المعاني
كسيلٍ من صهيلْ ، في نثيثِ القوافي على وزنِ السنابلْ
فوقَ سطرٍ من هسيسِ النورِ في همسِ الغموض …
قد تفكّك .. ( في انثيالاتِ الرؤى)
أسرارَ موجتين – فوقَ قرميدِ الصخورِ المعتمة –
ما تفشّى فيهما من بلاغةِ الزبد
كنثيرٍ من غيومٍ راحلة
نحوَ قدّاسِ الأبدْ .
(2)
لا أحدْ
كان يدركُ بعدَ المسافةْ
بينَ شعرِ المجرّاتِ القصية ، ونثرِ الحقولِ الأليف …
أو عمقَ العلاقة
بينَ اشتعالِ الورودْ
وارتجاف الفراشِ على جمرِ الرحيقْ .
كنتَ تدركُ أينَ يمضي الحريق
بين شعرٍ ونثرٍ واشتعالٍ وارتجافْ
بينَ آلافِ النجوم ، وامتدادِ الحقولْ…
كانتْ رؤاكَ تحوم .. مثلَ سربِ الحمام
في سماءِ العقيق الجاهلي
حول أقواس المعاني باضطرام ..
لا أحدْ
يملكُ الرؤيا في تهادي شحنة البرقِ المغطّى بغيمِ الكلام
إلّاكَ أنتَ .. من رأيتَ
برزخَ الأبعادِ في سيرِ الفصول
ما تشظّى من نجومٍ فوق جدرانِ النشيد .
لا أحد
يبصر الماضي بروح الحاضرِ العبثي
حينما يأتي التجلي في غدٍ
يغري خيالَ الحالمين
باغتراف الوجدِ في عمقِ الشرود
أو يوقدُ البرقَ بأفقِ الياسمين …
تدركُ المعنى القصيَ عندَ ظلّ المفردات
في نشيدِ الأقحوان …
تجتاحُ في صمتِ السيول ، أطلالَ كلِّ معلّقة
ينداحُ تحتَ خطاك
موجُ الطلولِ وأصدافُ الدمن.
– هل كانَ يبصرُ ما وراءَ الحلمِ ، فتى الشعرِ الضلّيلْ ؟
– هل كانَ يدركُ ما على كثبانِ صحراءِ روحه ، من مجازاتِ السيول ؟
– ماذا يريدُ (هذا الفتى الضلّيل) !!!
من وصفِ جلمودٍ تهاوى من قمةِ الطودِ البعيد …
في اضطراباتِ جوادِ الخيال : ( مكرٍّ / مفرٍّ / مدبرٍ / مقبلٍ… )
كلحنِ حجازٍ في اضطراماتِ نايٍّ وحيد …
.. باذخٌ ما كان ينشدُ في تفاصيلِ الصحاري
(3)
.. مسترسلٌ مثلَ صوفيٍّ شريد
تشهدُ الأسرارَ تترى
في تجلياتِ الوجود…
سرُّكَ الآنَ على وضحِ القوافي معلّقٌ
كسربِ نجمٍ ، من ثنايا ضوئهِ تنداحُ الرعود .
– ما الذي يجعلُ الشعرَ سديماً من تعبْ ؟!
– ما الذي يجعلُ الشعرَ اهتياجاً للحنين ، في حفيفِ القصب ؟!
– ما الذي يحرقُ الأوزانَ في بحرِ الشعورِ فتضطرب ؟!
كنتَ تؤول …
نحو إيقاعٍ تفشّى فوق أرجاء الحقولْ
وانتهى نحو أستارِ الظلال
في ظلّه تغفو القصائد
مثلَ أسرابِ القطا
في عمقهِ غطّى الزمانُ بظلِّ الرحيق
أحافيرَ المعلقات
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*